رابع تدوينة في تحدي التدوين لشهر أبريل 2016: دوّن عن لحظة أو ذكرى سعيدة مررت بها.
عندما وصلت إلى هذه النقطة في التحدي أدركت أكثر من ما مضى كمية اللحظات والذكريات السعيدة التي حباني الله بها.. ترددت كثيرا عن أي لحظة سعيدة أكتب؟ زيارتي إلى ديزني لاند ؟ أم لحظة عائلية نجتمع فيها جميعا في منزل أمي وأبي؟ أم حضوري لحفل موسيقي طالما أردته ؟ أو أو أو .. حتى جائني اتصال قبل يومين من منظمي مسابقة أقرأ – أرامكو .. طلبت مني الأخت الفاضلة أن أنضم هذه السنة لفريق التحكيم كالسنة الماضية، لكن للأسف هذه السنة سأكون في سفر في نفس توقيت المسابقة.. تذكرت كم كانت تجربة العام الماضي سعيدة جداً..
في السنة الماضية تواصلت معي “إسراء” الجميلة في المسابقة طالبين انضمامي للجنة التحكيم.. كان الموضوع مفاجئ جدا بالنسبة لي أول ما قلته لاسراء وقتها: “يمه !” شعرت أن الموضوع كبير علي جدا ولازلت أرى أني لست في مكان أحكم فيه على تجربة أحد القرائية ولن أككون في ذلك المكان أبدا.. شجعتني إسراء للتفكير بالموضوع قبل الرفض.. أخذت وقتي الكافي في التفكير بعد تشجيع زوجي وافقت وجدت أني من الممكن أن أخوض هذه التجربة واعطي افضل ماعندي باذن الله.
مالم يخطر في بالي أني سأتفيد من هذه التجربة أكثر من المتقدمين للمسابقة !! ملازمة منال العويبيل وأسمى الباتلي كرفقاء بلجنة التحكيم كان بحد ذاته تجربة رائعة وتعلمت منهم الكثير جدا..
خرجت ذلك اليوم بشعور لا أستطيع وصفه. كنت سعيدة من الداخل كنت أشعر بجدوى مانفعله.. كنت أشعر أن العالم ليس سيئاً إطلاقا ومليء بالشباب الطموح ، مليء بطاقة أولئك المنظمين الذين تستطيع أن تحس بشغفهم وإخلاصهم. سعيدة بالمبادرة وسعيدة بكل من عرفت هناك وسعيدة بمكاني بهذه التجربة..
قابلت مشاركات رائعات يثيرون الاعجاب ماشاء الله رغم صغر سنهم . تمنيت لو أن الجميع يتأهل ويصقل تجربته القرائية وتمنيت لو أني املك المعرفة الكافية كي أوجههم و أتابعهم كما ينبغي . حاولت تقديم بعض النصائح لهم ولفت نظرهم بشكل بسيط لقراءة أعمق خصوصا عندما أرى شغف الفتاة للقراءة لكن ينقصها التوجيه.
أدركت بحمد الله أن القراءة دائما كانت نقطة مضيئة في حياتي و باب لفرص رائعة كثيرة ودائما أجني ثمارها حتى لو انقطعت عنها فترة. القراءة كالبنك في حياتي أودع فيه و أستطيع السحب في الوقت المناسب..
لكل من سيشارك بالمسابقة أو شارك وتم اختياره نصائح شخصية من شخص يحب القراءة:
- اختر الكتاب بعناية وتمهل.. اختيار الكتاب يخبر الكثر عنك وعن شغفك بالمواضيع التي تشدك.. اختر كتابا تجد أن رأيك فيه مميز ويضيف لأي قارئ الكثير.
- لا تستعجل في كتابة مراجعتك للكتاب، خذ وقتك الكافي واطلع على كثير من المراجعات حتى تتبلور وتنضج مراجعتك.
- اكتب بلغة عربية سليمة قدر المستطاع، لا تخف من طلب المساعدة اللغوية من معلميك وأهلك.
- اظهر شغفك للقراءة، فانت في المكان المناسب لتعاطي هذا الشغف الصحي :). لا تتصنعه إن لم تكن تملكه.
- وقت مقابلة لجنة التحكيم لن أكون مثالية وأقول لا تقلق قالقلق شعور طبيعي، لكن سأقول شيئاً واحداً أنت في تظاهرة ثقافية رائعة و وجودك فيها بحد ذاته مؤشر ممتاز عن تميزك و طكموحك .. تذكر ذلك قبل الدخول.
- لجنة التحكيم طيبون جداً ليسو مرعبين 🙂 شهدت شخصيا نقاشاتهم حول المشترك حينما يخرج كلها مليئة بالحب وإظهار الإيجابيات لكن بالنهاية الأختيار يكون على نقاط يحصدها أحدهم أكثر من الآخر وتراجع مرات كثيرة من أشخاص مختلفين.
- في المقابلة ثقتك مهمة ونبرة صوتك مهمة أيضا.
- حاول البقاء قريبا من السؤال الموجه لك قدر المستطاع، لاتخجل إن لم تفهم السؤال اطلب منهم توضيحاً..
- صغر سنك لا يمنعك من القراءة لفطاحلة الأدب و الفكر، لاتعتمد على قراءة مقالات المجلات. أؤمن أن باستطاعتك الكثير حتى وعمرك لا يتعدى ال17 عاما..
- نوع في قراءتك وخصص أيضا، بالتنويع نستطيع أن نتخصص ونعرف ما يشدنا بشكل كبير ..
- إن استطعت العيش في قودريدز فلا تتردد 🙂 اقرأ المراجعات فالثري منها يمتلئ به هذه الموقع. ستتعرف على كتب لم تكن في حسبانك ..
- قارئ الجمال يجب أن يكون عميقا بمافيه الكفاية حتى يفهم الجمال ويقدّره، القراءة السطحية للأدب والفكر والتاريخ لن تجعل منك قارئاً للجمال.
- لا تستهن بقدراتك الذاتية ، ولا بعمرك ، فبوسعك الكثير لتقرأه مهما بدى صعباً.. طاقتك قوية وذهنك متقد.
- استمع بحب لمداخلات لجنة التحكيم، فهم بطريقة أو باخرى يطرحون عليك أبواباً تطرقها في القراءة حتى تتسع آفاقك، إنها ليست وسيلة لتقييمك أو إخبارك بأنك خرجت من المسابقة إنها وسيلة فقط لجعلك أفضل.
- القارئ لاتحده مسابقة وليس هدفه لقب، القارئ هدفه القراءة فحسب، يقرأ باستمرار لنفسه ولمجتمعه ولعالمه، لن يحددك لقب ولن تكفيك جائزة لكنها وسيلة تشجيع كريمة من المنظمين. لا تصاب بخيبة إن خرجت أو لم يتم اختيارك فأنت قارئ وأمامك الكثير لتقرأه وتكتشفه.. تذكر هذا الامتياز العظيم: أنت قارئ.
- بالنهاية جودة ما تقرأه وطريقة تعبيرك عن ماتقرأه ستعطيك فرصا أفضل.
نوار طه
يا لهلا من تجربة شيقة!
هل هناك فيدوهات منشورة تظهرين فيها مع لجنة التحكيم؟