ممتلكات عتيقة . .

ثالث تدوينة في تحدي التدوين لشهر أبريل 2016: دوّن عن أقدم قطعة تمتلكها ولماذا لازلت تحتفظ به.

بالنظر إلى شخصيتي فأنا أميل إلى كوني شخص يحب التجميع والتكديس.. أرى في كل شيء خامة تصلح للاحتفاظ بها وعدم إطلاق سراحها، وهذا يسبب تكدس أشياء كثيرة في منزلنا.. حتى أن يحين وقت أغضب فيه من كل هذه الخردوات وتفقد -معظمها- قيمتها التاريخية لدي وأقرر التخلص منها .. خصوصا تلك الأشياء التي تأخذ حيز كبير .. لدي دفاتر قديمة أمتلكها ولم أخط فيها خط واحد فأنا أراها كالتحفة أحب الاحتفاظ بها .. لكني عندما عدت لأشيائي وجدت أقدم شيئين احتفظ بهما ولا زالت قيمتها المعنوية عالية لدي:

****

ريالات جديدة يعود عمرها إلى أكثر من 15 سنة.. بدأت بتجميعها عندما كنت في الصف الأول الابتدائي .. تحولت إلى حرفة لدي آنذاك .. أبحث عنها وأساوم من يملك ريالا جديدا غير “متعفط” .. أقوم بعملية مبادلات الريالات القديمة بالجديدة.. أمي كانت تزودني بكل ريال جديد يقع في يدها .. ولا أدري فعلا لماذا هذا الهوس؟ ولم أكن أرضى بصرف أي ريال منها مهما بلغت حاجتي العظيمة!! وحتى هذا اليوم لازال المبلغ كما هو منذ حين توقفت عن جمعها .. أذكر أني توقفت عن جمعها في الصف الخامس أو السادس الابتدائي .. ولازالت على تلك الحالة حتى يومي هذا .. قيمتها لدي كبيرة جدا، استغرق جمعها مايقارب الست سنوات لأخرج بمبلغ يفوق المائتي ريال .. مائتان ريال في ست سنوات !! كم تبدو مهمة عظيمة !! ال200 التي تُصرف اليوم في ثواني أو دقائق ظللت أجمعها لمدة ست سنوات .. هذا يذكرني بالشخص المصر في داخلي.. يعلمني أني أستطيع الصبر مهما بدا لي أني شخص غير صبور .. أظن أن قيمتها لدي شخصية جدا جدا .. تذكرني بطفولتي واهتمامتي الغريبة 🙂 سأنقل هذه التجربة بفخر لأولادي ..

****

هذا قلم يعود تاريخه إلى الصف الأول ثانوي.. قيمته لدي تكمن في عمليته وحقيقة كونه كلما أضعته أجده في الغد.. أضعته في المدرسة مرات كثيرة والمفاجأة أجده من الغد وكأنه محفوظ لي.. بدأ ارتباطي فيه يزيد فهو يعلن تمسكه بي.. انتقل معي إلى مرحلتي الجامعية حيث الكثير من الكتابة والتدريب ! الكثير من استخدامه داخل وخارج القاعات الدراسية.. سقط مني مرة سهوا ولم أنتبه حتى عدت إلى المنزل فلم أجده.. حزنت كثيرا وتوجهت مباشرة إلى مكتبة الشرق وابتعت قلما آخر مثله .. ذهبت إلى الجامعة يوم غد وحين مروري بأحد الممرات أتفاجأ بقلمي أعلاه على الأرض ولمم يمسسه سوء.. التقطه بحب شديد ومنذ تلك اللحظة لم أفقده يوماً.. إنه إعلان صريح أن هذا القلم ينتمي لي ويجب أن يكبر معي .. القلم عملي جدا جدا.. قوي لأنه صمد تلك السنوات .. استخدمته في أهم مراحل حياتي، في جميع الاختبارات العادية والحاسمة .. انتقل معي إلى عملي المليء بالضغوط مرات كثيرة .. كيف لا أحبه وهو دوماً وفي كل مرة يجد طريق العودة إلي؟ 🙂