كيف نتصرف في عالم فوضوي وسلبي ؟

Date
نوفمبر, 15, 2015

Stradbourg20151

أعي تماما كيف يشعر أغلبنا الآن، أوضاع مخيفة ومستقبل قد يبدو مظلم أو مجهول .. نشعر بسلبية وربما رغبة بالهرب.. يحاول بعضنا الهروب من الأخبار حتى يستطيع أن يمارس حياته وبعضنا يعتقد أنه جزء من مسؤوليته أن يشاهد الاخبار على الأقل..نتناقل الأخبار المريعة ونعلق في داخلنا بأن هذا العالم لا يصلح للعيش فيه .. مرهق ومحبط والشر ينتصر دائماً ..

المحصلة أننا لا نعيش في عصورنا الذهبية، ولا في قمة منحنى الحضارة.. نحن ربما نعيش في فترة أسفل المنحنى أو الانقلاب على التخلف، أو نهاية الهبوط حتى نعاود الارتفاع وهذه سنة الله في الامم والكون. واقول (ربما) والله اعلم..

الوضع مربك ومقلق، لم نعد نعرف من العدو وهل هو صحيح أن المواقف تدبر بمؤامرة من أصدقاء أو أعداء؟ لا أعرف إجابات هذه الأسئلة ولا البحث عنها، كل مايهمني أني احاول أن لا أعيش تحت ضغط نفسي وقلق جراء الاحداث التي تجري متتابعة إلى الدرجة التي تعيقني عن الحياة التي سأتمنى يوما أني عشتها كما ينبغي حين أغادرها .. أشعر بسلبية وضيق حتما لكني سأحاول أن أتجنبها وأنقذ نفسي وأنقذكم ان استطعت ببضعة كلمات، فمسؤوليتنا الفردية تحتم علينا أن نفعل شيئا ولو صغيرا تجاه أنفسنا، عوائلنا وعالمنا .. سنة الله في كونه نافذة حتما، وربما مانراه شر محض يكون خير محض، وبداية انقلاب لوضعنا كمسلمين وبشرية.. بداية يقضة وصحوة لطالما تغنينا بها .وحتى نعود لقوتنا يجب أن نفهم منحنى الحضارة و نعي تماما هذه الاية : (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ). سأترك لكم التفكير في “وتلك الايام نداولها بين الناس”..ربما ما نراه إحباطا يكون تمحيصا لنا وصقل و نداء يقظة نحتاجها أكثر من ما مضى ..

لا شيء سيستمر كما هو، من يعيش في أمن قد يتعرض للخوف! ومن يعيش الخوف والحرب قد يستقر ويتسيد الدنيا وهذا حدث كما قصه القرآن ثم التاريخ .. فلنبتهل إلى الله أن يمدنا بالقوة وعدم الضعف للظروف، وأن نظل نرى في الحياة ما يستحق أن يُعاش. أن نغرس نبتة مهما كانت الأحوال سيئة . أن نحلم و نحقق أحلامنا، نصلي ونتصدق ونحسن في أعمالنا، نمارس أخلاقنا الحسنة ونستمر في جهاد النفس.. ننشر بذرة بيضاء في بيئة سوداء.. نقرأ كتابا، نصنع الوعي و الخير والتغيير .. نكتب تغريدة تعيد قليلا من الأمل، نلتقط صورة لأمر جيد ونشاركه مع من حولنا فلو خُليت خُربت.. نتوكل على الحي القيوم ل استنهض ما تبقى في نفسك من أمل و إيجابية و أرسلها لمن حولك ، فإنها معدية ..

POSi

أرجوكم اصنعوا و شاركوا شيء إيجابي من أجل هذا العالم الذي يحتاج ذرة إيجابية .. فالإيجابية عبادة وتحقيق تام لمعنى الخلافة على الأرض ..

 

نوال القصيّر

3 Comments

  1. رد

    خلود

    ديسمبر 3, 2015

    السلام عليكم نوال ,,, قرات لك تدوينتان ,, تحليلك لكتاب الملحمه ل د صلاح الراشد وهذه التدوينه ,,,
    هذه التدوينه حقا عميقه وفهمت كل حرف كتب بها أنا أم لاربعه أطفال ولايخفى عليك خوف الام على اطفالها من المستقبل المجهول ,, ولكن كلامتك مدتني بالتفاؤل وحقا ( ازرع بذره بيضاء في بيئه سوداء ) رائع جدا ,, ولنا لقاء , خلود

  2. رد

    بشرى

    يناير 16, 2016

    الآن بالتحديد كنت أشعر بالسلبية و السبب هو كل ما ذكرته في تدوينتك العميقة من خوف من المستقبل و تدهور الأحوال في هذا العالم , سبحان من ساقني إلى هنا في هذا الوقت بالتحديد.. لأقرأ و أبتسم و أخرج بإيجابية عالية بعكس ما كنت عليه عند دخولي.. بوركتي نوال حقًا بوركتي.

  3. رد

    Maha

    يوليو 25, 2016

    أجمل كلام إيجابي قرئته ، شكراً من القلب نوال ❤️

Leave a comment

Related Posts

لمحة

بكل عاديتي وبساطتي وتعقيدي أكتب وأدوّن حتى أنمو أولاً ومن أجل الأثر ثانياً. مدوّنة نوال القصير عمرها طويل فقد ولدت في عام ٢٠٠٦ تعثرت كثيراً وهُجرت أيضاً ولكنها شهدت أعوام من الالتزام بالكتابة. تطوّرت وتراجعت ثم عادت للحياة مرات كثيرة كنبتة جفّت ثم انعشها المطر. أكتب عن الكتب والقراءة، عن كل المفاهيم والقيم التي أعيشها أو أرغب العيش بها ومعها. مدونة للأيام الجيدة والسيئة.

موصى بقراءته