وأنا أنقب في صندوق حاجياتي القديمة وجدت فواصل كتب صنعتها قبل أكثر من 6 سنوات أو 7. تأملت فيها وفي المواد البسيطة المستخدمة وشعرت بشيء أشبه ما يكون: الرضا. إن صنع الأشياء بيدي مهما كانت صغيرة وهامشية إلا أنها تمنحني شعور الرضا والإنجاز. من قطعة كرتون كان مصيرها القمامة أصبحت كائن آخر، مُشارك في حياتي وثقافتي ونشاطي القرائي والفني. أصبحت عملًا مساعدًا للتذكير بأين وصلت في كتابي الذي أقرأه. بربكم أليس هذا التحوّل البسيط يوقظ داخلكم الإلهام؟

 

استخدمت قطعة كرتون من بقايا صناديق كرتونية غير مستخدمة كقطعة أساس للفاصل. قمت بنزع القشرة السطحية للكرتون حتى تظهر الخطوط البارزة في تصميم الكرتون الأساسي. تعلّمت هذه الطريقة البسيطة الجميلة من المصممة العزيزة على قلبي سارة الريّس. قمت بتلوين بعضها بألوان مختلفة على كل خط ، استخدمت قصاصات الجرائد، بقايا أوراق تغليف، ترتر ، وأدوات عمل يدوي بسيطة كالقلوب والنجوم المصنوعة من الفلين الطبيعي وغيرها من المتوفر في جميع المكتبات. استخدمت الصمغ لتجميع كل العناصر على اللوح الكرتوني الصغير. لم أبدأ بتصميم معين في ذهني ولكنّي كنت أجرب حتى أصل لشكل أرضاه. فخرجت بمجموعة لطيفة وفريدة.

دائمًا فكّروا أولًا بالـ Up cycling عوضًا عن التخلص من الأشياء في القمامة، قطعة كرتون تصنع فاصل كتاب، قصاصات الجرائد تصع ديكور، لوح التقطيع يصنع صينية جميلة. بهذه الطريقة نقلّص النفايات، نتخفف من الاستهلاك و ننمي في داخلنا تقدير المواد وإعطائها قيمتها الأساسية.

 

أكتوبر 8, 2017

نوال القصيّر

3 Comments

  1. رد

    نوار طه

    أكتوبر 12, 2017

    ما شاء الله دائماً أعمالك جميلة ومميزة ^^
    فقط أود التنويه إلى نقطة، من منظوري أرى أن إعادة التدوير ليست بحل أحياناً، فقد أقوم بإعادة تدوير وصنع أمور لست بحاجتها أصلاً وهذا مما سيزيد من تكديس الأشياء لدي! يمكن أعادة تدويرها مثلاً لصنع شيء يحتاجه أحد ما ثم اهدائه له، أو إعطائها لأحد الجهات أو الشركات المختصة بذلك (إن توفرت)
    وتقبلي مروري 🙂

  2. رد

    Nawal AlQussyer

    أكتوبر 12, 2017

    اتفقك مع منظورك في بعض الأحيان، وقد سبق وأن أدرجت تدوينة إعادة تدوير العلب المنتهية كهدية هنا:
    https://www.nawalsaad.com/?p=6335

  3. رد

    superhandmadecrafts-Nermin

    أغسطس 8, 2020

    ماشاء الله مبدعه مدونتك أعجبتنى جدا جدا
    اتمنى اعرف رأيك فى الحاجات اللى عملتها و بدون مجاملة
    اعمال و أفكار و حيل من الأسمنت و البلاستيك لصنع ديكورات منزليه مذهلة
    https://youtu.be/lzpIPLW9aQ8

Leave a comment

Related Posts

لمحة

بكل عاديتي وبساطتي وتعقيدي أكتب وأدوّن حتى أنمو أولاً ومن أجل الأثر ثانياً. مدوّنة نوال القصير عمرها طويل فقد ولدت في عام ٢٠٠٦ تعثرت كثيراً وهُجرت أيضاً ولكنها شهدت أعوام من الالتزام بالكتابة. تطوّرت وتراجعت ثم عادت للحياة مرات كثيرة كنبتة جفّت ثم انعشها المطر. أكتب عن الكتب والقراءة، عن كل المفاهيم والقيم التي أعيشها أو أرغب العيش بها ومعها. مدونة للأيام الجيدة والسيئة.

موصى بقراءته