نحو التخفف Minimalism: التخفف الشتوي.

Date
نوفمبر, 05, 2017

 

 

 

تكاد السنة تنتهي ولا أصدق أني ملتزمة بمشروع التخفف بطريقة أفضل من ما تخيلت الحقيقة. كان الهدف أن تنتهي السنة ومنزلي أقل بـ 100 عنصر من هنا وهناك. ولكن حتى الآن نوفمبر 5 منزلي أخف بأكثر من 140 عنصر ! لم أكن أتخيل ذلك وتذكري لهذه الحقيقة يجعلني سعيدة وفخورة. تحقيقي للهدف وبامتياز وأكثر من الهدف يجعلني فعلًا مطمئنة ومستعدة لتحقيق أهداف أخرى. في الشهور العشرة الأخيرة استطعت تكوين تحكّم بنفسي والسيطرة على طريقة الصرف بدون إفراط ولا تفريط. غالب المشتريات الجديدة وخصوصًا الملابس تخضع للتفكير قبل الشراء، وتمحيص مدى استفادتي منها وملائمتها لي حاليًا وجودتها الخ. وهذه الاستراتيجية أنقذتني كثيرًا وسأشارككم في تدوينة منفصلة كل ذلك بالتفصيل قريبًا. كانت “جمبسوت” أول قطعة جديدة تدخل خزانتي بعد الامتناع عن الشراء في نهاية نوفمبر 2016. اقتنيتها لأني لا أملك واحدة، جودتها ممتازة ، متعددة الاستخدامات فمع تغيير الاكسسوارات أو إضافة جاكيت/ قطعة علوية يمكنني التجديد فيها. موازنة السلع التي اشتريتها ( غير القابلة للاستهلاك في وقت قصير ) مقابل التي تخلصت منها تبدو عادلة و في صالح العناصر التي تخلصت منها بنسبة كبيرة جدًا. ستكون المحصلة عند طرح القطع الجديدة هي التخلص من 131 عنصر )

قدم الشتاء، و مع الشتاء يأتي تخفف ضروري لعدة أسباب:

1- حاجة الآخرين في المنطقة (سواء في بلادنا أو من اللاجئين) لقطع دافئة، ضرورية وجدية فلا يوجد هناك داعٍ للاحتفاظ بالملابس الصوفية والشتوية بشكل عام بدون استخدام بينما هناك ناس تعيش على حافة الموت.

2- تشغل حيّز كبير من مساحات التخزين مقارنة بشتاءنا القصير، الدافئ في أغلبه.

 

 

بدأ التخفف الشتوي الكبير يوم 27 اكتوبر الماضي. أخرجت كل ما في الخزانة من ملابس شتوية بجميع أنواعها. تأكدت من الصالح منها وبحالة ممتازة و وزعته جزء للتبرع وجزء آخر للتمرير لأفراد العائلة. تخلصت من جميع القطع الشتوية بصوف معين يسبب لي حساسية وحكّة، وارتداؤه لم يكن مريحًا لي. أخرجت ملابس داخلية للتدفئة جديدة حتى يستفيد منها المحتاجين وسأكتفي بقطعتين فقط من الأعوام السابقة ولا حاجة لي بشراء المزيد ولا الجديد منها. تخلصت حتى الآن من ما مجموعه 17 قطعة ملابس ممتازة جدًا وباستخدام خفيف أو معدوم. ملئت الحقيبة أعلاه بقطع شتوية مميزة بأقمشة لا تناسبني لابنة أختي وأختي. وكيس آخر ذهب لصندوق التبرعات وأتمنى أن يصل إلى من يحتاجه ويشعر بالدفء في ليالي الشتاء الطويلة. تخلصت أيضًا من بطانية أحبها لديّ منذ ثلاث سنوات وبحالة ممتازة، واكتفيت بواحدة فقط فلدينا مدفأة ممتازة في المنزل مما يجعلها تنتمي لمنزل آخر ينقصه الدفء. تخلصت من عباءة بَلَت حرفيًا ، حذاء عملي استخدمته لستة أشهر فآثرت التبرع به الآن قبل أن يفسد ويتسخ ويهترء ويكون مصيره القمامة. مررت أيضًا جهاز مساج صغير للظهر لم يناسبني ولكن صديقتي أحبته فكان من نصيبها.

احتفظت بقطعي المفضلة على مدار أعوام طويلة مضت وقررت أن لا أقوم بالتبضع الثقيل للملابس الشتوية هذه السنة إذ أن لدي ما يكفيني ويزيد، جميع القطع جميلة جدًا وفي حالة ممتازة والأهم أحبها كثيرًا وجودتها عالية جدًا. نظرت إلى خزانتي وفحصت القطع فوجدت أن ملابسي الشتوية ليست بحاجة إلى تجديد فلماذا أرهق نفسي وميزانيتي بحاجة وهمية موروثة؟

لا زلت أتوق إلى اللحظة التي أرى فيها خزانتي أخف من ماهي عليه الآن 50% ولذلك سيستمر هذا السلوك التخففي بإذن الله وستكون خزانتي منطقية وتكفيني أنا وزوجي بحيث لا يكون هناك حاجة لخزانة إضافية.

مع كل قطعة أتخلص منها تتخلص روحي من ذرات أنانية كثيرة وكبيرة، القطع تبدو رائعة وربما سأحتاجها! لكنها ستبدو أروع على امرأة / فتاة أخرى تحتاجها أو تحسن استخدامها. هذا الرد كفيل جدًا بإخماد الأنانية و حب التملك في داخلنا لوقت طويل. مع كل عملية تخفف تتخفف روحي، ويتخفف عقلي ، و يطمئن قلبي. أُصبح أقرب لتقدير النعم التي لايمكننا عدّها، و أبعد عن الإسراف و الاستهلاك.

 

نصائح للبدء بالتخفف الشتوي:

1- التهيئة النفسية و استحضار الدافع: اختر وقتًا مناسبًا لك وملابس مريحة للحركة وتذكر دافعك من وراء هذا التخفف فهو ما سيجعل العملية أسهل واتخاذ القرارات أنجع.

2- الجرد أولًا: ابدؤوا بالجرد بشكل دقيق، إخراج كل محتويات الخزانة الشتوية وتقسيم الصناديق لتحتوي على ما ترغب التبرع به، أو تمريره لصديق أو الاحتفاظ به.

3- تقييم استخدامك وظروفك: إذا كنت تعيش في أماكن حارة ودافئة في الشتاء فما هي الحاجة لماسة لملابس ثقيلة جدًا؟ أو ملابس كثيرة لا يمكنك استخدامها بشكل يوازي قيمتها؟ هل تحتاج إلى معاطف كثيرة إلى هذا الحد؟ هل القماش ملائم لك ومريح؟

4- القطع التي لك لم تعد تلائم مقاسك ليست لك، ستكون ملائمة لشخص آخر، وستجد أجمل منها في مواسم قادمة . السوق متجدد دائمًا.

5- القطع المعطوبة بشكل واضح وغير قابل للتصليح ليست للتبرع ! الإحسان في الصدقة مطلب.

6- الفرز : قسّم محتويات خزانتك على أساس : الأساسيات – الإضافات – القطع المميزة. وابدأ/ي بتنسيق القطع مع بعضها الآخر لتقييم ما الذي تحتاجه فعلًا وما الذي ينقصك؟ ما الزائد من ما لديك حاليًا ولا يتماشى مع غيره.

7- فكّر بإعادة استخدام القطع القديمة بطريقة جديدة فلربما أغنتك عن شراء الجديد.

8- تذكّر الخفة وشعور التجديد الذي ستشعر به وخزانتك أخفّ وأكثر تنظيم، وأنك أقوى تحكمًا بذاتك ولن تهزمك سلعة.

 

نوال القصيّر

11 Comments

  1. رد

    سارة الحمدان

    نوفمبر 5, 2017

    جميل نوال .. توني بفتح موقع نكست أشوف لبناتي خلاقين وهونت 😂😂

    جرد الملابس قبل عميلة التسوق مهمة جدًا .. خصوصا وقت المواسم
    أنا أجرد نهاية الموسم قبل التخزين

    قبل الموسم عشان أعرف اللي ناقصني فعلا قبل التسوق .. غالبا أشتري أشياء وقت التخفيض لبناتي للسنة الجايةوأخزنها وأنساها ..
    بداية الموسم قبل صفهم بالدولاب

    الجرد الملابس النظيفة المستخدمة استخدام نظيف لبنتي الصغيرة أعيد تدوريها لبنت أختي (وهل تفعل المثل لبنتي الأكبر)
    الباقي للجمعية أو لطلاب المنح هنا وضعهم صعب وبعضهم معهم عوايلهم (يستقبلون بعد اشياء المطبخ واجهزة المنزل)
    الملابس المتضررة اللي ممكن يتصلح نصحاه ونوديه للصعيد في مصر

  2. رد

    فاتن بنتن

    نوفمبر 5, 2017

    تخيلي يا نوال أنا ما عندي ملابس شتوية خير شر! هههههه
    رايحة جاية ببطانيتي وأصلاً ما أخرج في الشتا
    بس مبسوطة إنك مستمرة بأسلوب الحياة الجميل هذا، أهنيكِ وشكراً لتوثيق التجربة 🙂

  3. رد

    fadia

    نوفمبر 7, 2017

    اعطيتي للشتاء نكهة اخرى وهي مشاركة الدفىء للآخرين ❤
    تجربة ممتعة ومحفزة للغير ، ان تعود نفسك على الاكتفاء بالقليل والرضا كل هذا ينعكس عليك ايجابا وتزيد من قناعاتك ورضاك وتقبلك لأبسط الاشياء شكرا نوال لمشاركتنا تجربتك ❤

  4. رد

    نوره

    نوفمبر 10, 2017

    حمستيني أسوي جرد لأشيائي
    الله ينفع بك نوال

  5. رد

    ريم

    نوفمبر 16, 2017

    الحمدلله مافي شتاء 😂
    اذا جات هبات برد نكتفي بجاكيت واحد!
    لكن حلو نتعود على التخفيف في كل جوانب الحياه.
    شكرا نوال💜

  6. رد

    فاطمة

    نوفمبر 25, 2017

    مرحبا نوال 🙂 .. انا بعد انخرط في حركة التخفف هذي من سنة تقريبا لدرجة اني بديت الاحظ تغير كبير في رغباتي وطريقة تحكمي بنفسي .. الموضوع لا يستهان به .. واثره على نفس الانسان ممكن نشوف جزء ايجابي واضح منه ، ويخفى عننا فائدة عظيمة اثرها بيمتد اعوام مديدة باذن الله 👍🏼💫 شكرا على مشاركتج لنا التدوينة 💘 اخر شي لازم اقولج ان اسلوبج شيق وسلس لدرجة اني اوصل لاخر الموضوع بدون ما احس على نفسي 💘 ماشالله تبارك الله ✨

  7. رد

    أروى

    نوفمبر 27, 2017

    يومك سعيد نوال،،
    موضوع جاي بوقته .. خاصة مع نهاية السنة وفصل الشتاء.
    حبيت ختمك بجملة “وأنك أقوى تحكمًا بذاتك ولن تهزمك سلعة”. D:
    شكراً لمشاركتنا النصائح.

  8. رد

    سمية

    يناير 10, 2018

    أحببت التجربة

  9. رد

    ميمونة

    يناير 23, 2018

    يالله خنقتني العبرة وانا اقرأ =( ، من بداية الشتاء اقاتل نفسي بموضوع الملابس، هزيتيني من جوا بجردهم بأذن الله وأتخفف ..
    شكرا جدا على مشاركتك التجربة .. و ” وأنك أقوى تحكمًا بذاتك ولن تهزمك سلعة ” كتبتها على خزانة الملابس =”) شكراً 💜💜 .

  10. رد

    مها

    فبراير 9, 2018

    نوال يانوال..كلنا في انتظار تدوينتك عن محلات ال fast fashion و كيف قدرتي تقاطعيها..شخصيا اتمنى اسوي نفس الشي❤️

  11. رد

    مها

    فبراير 9, 2018

    نوال يا نوال..كلنا في انتظار تدوينتك عن محلات الfast fashion وكيف قدرتي تقاطعيها..شخصيا اتمنى اسوي نفس الشي❤️

Leave a comment

Related Posts

لمحة

بكل عاديتي وبساطتي وتعقيدي أكتب وأدوّن حتى أنمو أولاً ومن أجل الأثر ثانياً. مدوّنة نوال القصير عمرها طويل فقد ولدت في عام ٢٠٠٦ تعثرت كثيراً وهُجرت أيضاً ولكنها شهدت أعوام من الالتزام بالكتابة. تطوّرت وتراجعت ثم عادت للحياة مرات كثيرة كنبتة جفّت ثم انعشها المطر. أكتب عن الكتب والقراءة، عن كل المفاهيم والقيم التي أعيشها أو أرغب العيش بها ومعها. مدونة للأيام الجيدة والسيئة.

موصى بقراءته