بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا .. أعتذر عن التأخير في النشر بسبب وعكة صحية تُلم بشاشة جهازي.. : )

(F)

يؤلمني منظر الأم التي بتصرفاتها تعبر أن أطفالها ليسوا مهمين لديها لدرجة أنها تشاركهم كل لحظاتهم.. يؤلمني منظر الأم،، تلك التي تترك أطفالها للعاملة المنزلية لتقوم بكل شيء .. تغيير ملابس و أشياء أخرى ، الذهاب للتسوق أو إطعامهم بيدها .. وقد رأيت أمهات كثيرات في الأسواق وأماكن اجتماعات النساء تتركهم للعاملة وهي لا تلتفت لهم حتى رغم أنها تسمع صرخاتهم لكن لا أعلم كيف لايتحرك قلبها.. لست بحاجة لأفصل في الحديث عن هذه الظاهرة أعتقد أننا جميعا نراها من حولنا وبكثرة.. نرى في السوق امرأة تركت أطفالها للعاملة أو المربية وهي تأكل مع صديقاتها أو لوحدها حتى .. نراهم في اجتماعات العائلة أو نرى هذه الظاهرة في تصرف أم تترك أولادها كثيرا عند أي أحد في سبيل أن تخرج لمناسبات واجتماعات ليست من مسؤوليتها..

لدينا عطب فكري فنحن لانفهم التربية على وجهها الصحيح.. ولانفرق بين الرعاية والتربية.. الرعاية سهلة مقابل مسؤليات التربية على أي حال.. نعتقد أن المهمة سهلة جدا، نتزوج ثم ننجب أولاد ثم نستقدم عاملة وكل شيء يمشي بالبركة،، لكنه لا يمشي بالبركة ! نحن بهذه الطريقة نخرج أفراد وجيل للمجتمع – زي قلته – نخرج للمجتمع أناس لم يتعلموا من آبائهم سوا الخروج و التنقيب عن المناسبات الاجتماعية التي لاتغني من جوع.. نحن بذلك لا نمارس التربية بل نمارس التفريخ.. ليتنا نفهم أن الأسرة هي العامل الخام التي به يصلح المجتمع.. ليتنا نتوقف قليلا ونختار زوجات صالحات لأبنائنا قبل أن يَكُنّ جميلات.. ليتنا نعلم أن الزواج شركة اجتماعية وليس – خبط لزق – ، ليتنا نربي حقا ونتجاهل أن الأولاد يحتاجون أجهزة محمولة وآيفونات وآيبادات وسفرات.. لأنهم إن كبروا سينسون ذلك كله وسيبقى معهم قيم نُقلت من آبائهم وخصوصا أمهاتهم.. أنا حقيقة أشعر بغصة عندما أرى نماذج أمهات كتلك.. أشعر أنها لاتقدر ما بيدها من نعمة.. لا أحد منا يعلم كم هو تأثير الأم في حياة الابن والابن.. لو نعلم ذلك حتما لما فرطنا بالتربية وأحلناها إلى رعاية مترفة فقط..

أبنائي الذين لم يأتوا بعد.. أعدكم بأني سأكون أم تصنع منكم بعد عون الله وتوفيقه رجالا وبناتا يغيرون وينجحون .. أعدكم أني سأبذل كل ما بوسعي وفوقه أيضا لأن أربيكم بنفسي وأرعاكم وأشارككم أبسط لحظاتكم .. أعدكم أني سأكون الآم التي تريدونها .. أعدكم أني سأتخلى عن أي شيء مقابل أن أزرع فيكم كل ماهو نبيل.. أعدكم أنكم حين تكبرون ستنظرون للوراء وتقولون الحمد لله الذي أعطانا أما لم تهملنا ولم تسلمنا ليد غريبة..

عندما أقرأ عن قصص لأناس اعتنقوا الإسلام.. أفاجأ بكم كبير منهم قادتهم رسم الحروف العربية للتعرف على الإسلام والدخول في الإسلام.. اندهشت وفي ذات الوقت حزنت لأن جزء كبير من جيلنا يقوم بطمس رسم هذه الحروف من غير أن يشعر.. فنرى الكتابات العربية بحروف انجليزية وكأن هناك نقصا في الحروف !! هناك أشياء نفعلها ونظن أنها صغيرة وعديمة التأثير.. بينما هذه الأشياء قد تكون كفيلة بهدم أشياء كبيرة وضياعها. الكتابة العربية بحروف انجليزية خير دليل.. نحن حينها لانمارس حريتنا الشخصية بالكتابة بل نساهم في طمس معالم لغة حية وتدمير ارث لغوي.. لو استمرينا على هذا فانا اخشى ان ننسى شكل الحروف كيف كانت.. أرجوكم يا من تكتبون بهذه اللغة المقيتة أوقفوا هذا التصرف ، هذه لغتي ولا أرضى لها التشويه ولا الاندثار .. هذه حروف القرآن الذي نزل على هذه الهيئة.. أرجوكم دعوا الناس يرونها فلربما اهتدوا منها إلى الاسلام كما غيرهم.. أرجوكم لا تأذونها ..

لا شيء في هذه الأيام كفيل بإدخالي حالة – هلامية – مثل كوب الشاي.. أعرف أني أفكر كثيرا ، وأحيانا أفكر أكثر من اللازم لكني كلما نظرت إلى كيس الشاي تذكرتنا.. يخيل لي أن أكياس الشاي نحن والماء هو المجتمع من حولنا.. بقدر جودتنا نلون المجتمع بتأثيرنا.. نحن نظل كما نحن وما بداخلنا يبقى بداخلنا.. لكن شيء منا ينتقل لهم عبر كلمة أو ابتسامة أو تصرف نبيل أو موقف عابر.. انظر في داخلك وانظر كم أثرت في من حولك.. أتمنى أن نصبح أكياس شاي فاعلة :]

فبراير 16, 2011

نوال القصيّر

8 Comments

  1. رد

    ANO_OI

    فبراير 15, 2011

    نوال !! قبل لا اعلق ممكن شوي :hug?: ؟ r5
    حالة امهات اليوم شي يحز بخاطري كثير كل مااشوفها .. والام مو حاسه حجم اللي تسويه وكثير اسمعها منهم “والله عيالي ماعاد يبوني يبون الخدامه” وتلاقينها تضحك وهي تقولها !!
    اعرف وحده تقول لما كنت صغيره احسب الخدامه هي امي .. وامي الصدقيه احسبها ام اخواني الكبار :]

    [ كلما نظرت إلى كيس الشاي تذكرتنا.. يخيل لي أن أكياس الشاي نحن والماء هو المجتمع من حولنا.. بقدر جودتنا نلون المجتمع بتأثيرنا ] <- جميييييييييييييييل تعبيرك r5 r5 r5 تم اقتباسه في دفتر ملاحظاتي :$

    والحمدلله على سلامة جهازك انتبهي على صحته ماعاد نبي نفقدك :13

  2. رد

    cratif girl

    فبراير 16, 2011

    احببت كثيرا مدونتك اختاه مواضيعك و مثالتك و اهتماماتك قمة مشاء الله تبارك الله اللع يحفظك اختاه من كل شر احببت طريقة تصويرك مشاء الله روعة :h: :love احببتها
    الله يعطيك العافية مستنين جديدك اختاه لا تطيلي الغيبة

  3. رد

    الهنوف العبدالله

    فبراير 16, 2011

    الجزء الأول من تدوينتك موجع الله يقدرنا على تربيتهم كما يرضيه
    أنا شخصياً أشوف دور الأم المتضاءل حالياً في أغل البيوت أرحم من دور الأب اللي يكاد يختفي !!
    ودي بتدوينة أخرى لكل أب يانوال 😥 وضع الآباء أدهى وأمرّ 😥
    وسبحان الله كأننا نتشارك الأفكار
    في مسودة بدونتي بخصوص التربية والأطفال ما أدري بصراحة متى بتشوف النور :kt
    لكن أقدر أقول إنك حمستيني عشان أكملها وأنزلها r5

  4. رد

    شهد~

    فبراير 16, 2011

    كل مافي حياتنا اليوم يربي ،، فلم تقتصر التربية على الوالدين ولا على الخدامة حتى بس تلك الاجهزة والمحمولات ،، التي اعتبرها قتلت الطفولة في جيل صـغارنا
    كم أشفق عليهم ،، لن تكون لهم ذكريات غضة ولا حكايات قبل النوم فـ قد سُلبوا تلك الطفولة وللأسف 🙁

    أتعنين تلك المسماة ( انجليزي معرب ) ولا أعرف حقيقة أصل هذه التسمية العجيبة الغريبة
    أيضا أشفق على مستخدميها لأنهم يظنون أنها تطورا ونراها تدهورا 🙁

    يااااه
    كم راق لي تشبيهك ،، جمييلة وجمييلة جداً،، فعلا بمقدورنا التأثير ولكن ربما نحتاج كثيرا لـ جرعات الصبر حتى نقطف الثمار !

    *******
    دمج مذذذهل

    أهنئگ يا نوال ،، كـ قلمك أرجـو أن يتوارثه جيل آخر من بعدك
    r5

    [ مفــتونة أنا بـ هذه الصفحة ]
    (F)

  5. رد

    hanonah

    فبراير 16, 2011

    وآآو ايش الإبداع هذا 😡

    احييك اختي نوآل على إبداع التعبير لديكـ

    الفقرهـ الأولى فقرة الأمهات المنجبات فقط ! !
    هي ماتقتلني دائما في مجتمعاتنا

    دائما افكر الم تحلم وهي فتاهـ بتربيه ابنائها خير تربيه
    الم تتخيل منظرهم وهم يتعلمون منها ويقلدونها بكل صغيره وكبيره

    لا ان تحضن الخادمه وتضع رأسها وتهدأ وتنام
    على صدر امرأه لم تنجبها ابدا
    امرأه مؤقتهـ شعرت الطفله لوهله انها الأم الحنون

    اشكرك اختي لتطرقك لهذا الموضوع

    ونأتي الى ما امقته فعلا ولا استطيع قرآئته ولا استقباله حتى
    كتبة اللغه العربيه بالإنجليزيه والأرقام

    مذا يحدث لنا !! الكل يراهـ اسلوب “كول” فريد من نوعه

    اكتب العربيه كما هي وان اردت حروف الإنجليزيه اكتبها كما هي
    لا تشوهون لغتنا الجميلهـ =) <<كتاب الإبتدائي :kt

    وآخيرا
    ما اروع تخيلك لأكيآس الشاي وهي تلون المآء كما نحن في مجتمعنا
    ابداع وصفي .. r5

    تحياتي لكـ اختي .. واعتذر على الإطالهـ

    هنوونه

    :take:

  6. رد

    بدر الشايع

    فبراير 19, 2011

    الجزء الأول من التدوينة متميز لأبعد حد

    يحكي واقعنا المؤلم للأسف الشديد …

    وفقك الله في حياتك

  7. رد

    صباح

    مارس 23, 2011

    “ليتنا نتوقف قليلا ونختار زوجات صالحات لأبنائنا قبل أن يَكُنّ جميلات.”

    أكثر ما عجبني في التدوينة.. فللاسف أرى أحد أقاربي تزوج واحدة لجمالها فقط.. هنيئاً لهم ولكن لا أرى بعداً في شخصيتها غير في الحديث عن أفضل مصففات الشعر في المنطقة وأحدث الموديلات..

    واكتشف بعد ذلك أنه نتاج أهلها.. فهي النسخة المصغرة من والدتها.. شيء مؤلم أن ندور في دوائر فارغة.. فهذه الصبية ستنجب بناتاً مثلها تماما.. والله المستعان على ما يصفون..

    لا أقصد في ردي أن أكون فظّة أو أبد بمنظر الحقودة ولكنه مثال حي ضربته لبيان الحال.

    أما بالنسبة للغة العربية..
    فأنا للأسف من هؤلاء الذين يتحدثون اللغة الهجينة.. الانكليزي المعرب :@:

    وقد قررت مرارا أن أكف عن هذه العادة ولكنه أسرع لي كونه الذي تعودت عليه..
    لكن آن لنا أن نتغير و نرتقي..
    يجب علينا حتى نرتقى كأمة الضاد، أن نفخر بلغة الضاد..

    سلمت يداك عزيزتي ولا حرمنا الله من دررك.

  8. رد

    الطائر الابيض

    ديسمبر 19, 2013

    نعم للأسف بعض الأمهات تترك ابنائها .. إلى العامله لتقوم بتربيتهم والأعتناء بهم

    ولكن ليس كالأم بالحب و الحنان والتصرفات والكلمات وتعليمهم القيم والمبادئ الحميدة

    هذا سبب فشل كثير من العوائل بسبب ترك الأبناء للعامله

    ومدونتك حكت واقع نرجو أن لا نراه يتكاثر في مجتمعاتنا

    احيك الأخت نوال ع كتاباتك المبهرة والتي تحكي واقع مؤسف نتمنا زواله

    دوم التقدم والفائدة والطرح المميز

Leave a comment

Related Posts

لمحة

بكل عاديتي وبساطتي وتعقيدي أكتب وأدوّن حتى أنمو أولاً ومن أجل الأثر ثانياً. مدوّنة نوال القصير عمرها طويل فقد ولدت في عام ٢٠٠٦ تعثرت كثيراً وهُجرت أيضاً ولكنها شهدت أعوام من الالتزام بالكتابة. تطوّرت وتراجعت ثم عادت للحياة مرات كثيرة كنبتة جفّت ثم انعشها المطر. أكتب عن الكتب والقراءة، عن كل المفاهيم والقيم التي أعيشها أو أرغب العيش بها ومعها. مدونة للأيام الجيدة والسيئة.

موصى بقراءته