عمل يدوي: دفاتر مصنوعة يدويًّا بعتها قديمًا.

Date
أغسطس, 16, 2017

 

قرابة العشر سنوات، هو عمر هذه الدفاتر التي صنعتها يدويًّا. مضى وقت طويل على هذه التجربة التي أنتجت فيها دفاتر مصنوعة بواسطتي وتحمل ذائقتي حينها. كان العمل على أغلفتها شيء ممتع وصعب في ذات الوقت.

حتّى فترة قريبة جدًا وأنا أصنع دفاتر يدوية بين الحين والآخر، لكني ذكرت أول ما بدأت بذلك وكيف كان شعوري الرائع وقتها. بدأ بعد حبي لمارسة الأعمال اليدوية. كنت أصنع البطاقات وبعض التصاميم والكولاجات البسيطة. كنت أفضلها على الفوتوشوب رغم أن الفوتوشوب أسهل . علاوة على أن يدك لن تكون مغطّاة ببقايا صمغ ولن يتحول مكتبك إلى مجموعة قصاصات وبقايا أدوات عليك ترتيبها وتنظيفها. لكنه حب العمل المصنوع باليد، البساطة والعشوائية. الأخطاء البسيطة والعيوب في القص هي ما تجعل العمل اليديوي لدي محبب وكذلك مميز لا يشبهه شيء آخر.

كنت أصنع دفاتر أُهديها، وبعضها أستخدمها حتى اهتديت إلى فكرة أن أبيعها. صادف وجود معرض على بعد شهر من وقت الفكرة لدى مؤسسة غراس. فقررت أنا وصديقة قديمة كنا نتشارك ذات الاهتمام في استئجار طاولة وعرض الدفاتر وبيعها.

أمضيت الشهر كاملًا في تصميم الأغلفة والعمل عليها، وميزانية أخرى للورق الداخلي والتغليف بالسلك من المكتبة المجاورة. ومفاوضات في الحصول على سعر أرخص للعملية. صنعت مجملًا 30 دفترًا بمقاسات مختلفة. التصوير كان على عجالة لذلك ستجدون الصور ضعيفة والخلفيات لاتخدم الصورة. ودعونا لا ننسى أنها كانت قبل عشرة سنوات..

تشاركنا أنا وصديقتي هاجر في نفس الطاولة خفّض كلفة الاستئجار بحكم أن الطاولة تكفي لمنتجاتنا معًا، وبما أن سعر الدفتر الواحد لن يكون مرتفعًا بما فيه الكفاية لتغطية كلفة التأجير فكانت فكرة اقتصادية أن نستخدم ذات الطاولة ونتقاسم الكلفة. أسعار الدفاتر كانت مبنية على الخامات المستخدمة + نوعية الورق في الداخل + سعر السلك الجانبي + فرادة المنتج. فلم أصنع إلا منتج واحد فقط لكل دفتر حتى تحظى صاحبته بالتميز الصغير الذي كانت تريده.

استخدمت من الأدوات:

  • أوراق كراسة ملونة مقوية كغلاف للدفاتر
  • ورق كرتون نزعت قشرته الخارجية حتى يبدو بهذا الشكل المقلم
  • أوراق تغليف مختلفة
  • شرائط
  • لواصق بأشكال مختلفة
  • مشابك غسيل
  • خيوط قش
  • ورق جرائد
  • ألوان مائية
  • صمغ
  • مقص
  • ولأني لم أقم بشراء آلة التغليف بالسلك فقمت بالتعامل مع مكتبة قريبة لمنزلنا ليقوم بهذه المهمة.

بعت هذه الدفاتر على مدى ثلاثة أيام، ولم يتبقى من مجموع 30 دفترًا سوى ستة دفاتر، قامت أختي بشراؤها فيما بعد لتشجيعي. لا أذكر الربح كرقم دقيق لكنّي استحضر أن المبلغ كان يقارب ال200 أو 250 ريال ربّما ولا زلت حتى هذه اللحظة لا أعتقد أني قمت بالتسعير الصحيح  ولا أعرف هل كان الربح مجدي أم لا. تعلمت من هذه التجربة كثيرًا، وتعلمت من أخطائي فيها ومن بعض نقاط القوّة، وأذكر أني كنت أحلم في أن أستمر في ذلك وأنمو ولكني توقفت، كعادتي غير الكريمة ! والآن تعاودني الرغبة من جديد ويتطلب مني العودة للمارسة حتى اكتسب مهارات أفضل. لا أعرف أين ذهبت هذه الدفاتر الآن مع أصحابها. ولا أعرف هل بقي منهم من يحتفظ بها ويقدر أنها بيعت في بازار لن يعود وبتصميم بسيط لن يتكرر كما هو؟. كان الشعور جميل وعظيم بالنسبة لي، أن أشاهد النتيجة النهائية لمنتج بين يدي وقد بدأته من الصفر تقريبًا، قصصت غلافة وحددت مقاساته. أعطيته شكل ولون ثم جمعته مع بعضه واخترت أوراقه بعناية . ثم هذا هو.. أصبح عمل صغير قابل للاستخدام ، مميز ومن مواد بسيطة في معظم الأحيان.

دونكم معظم الدفاتر التي عرضتها آنذاك للبيع، وأعتذر سلفًا من رداءة الصور وتقديم المنتج ( الصور قديمة جدًا ):

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نوال القصيّر

1 Comment

  1. رد

    Ohoud

    أغسطس 21, 2017

    كل مااحتجت الى إلهام أمر من هنا ❤️
    I

Leave a comment

Related Posts

لمحة

بكل عاديتي وبساطتي وتعقيدي أكتب وأدوّن حتى أنمو أولاً ومن أجل الأثر ثانياً. مدوّنة نوال القصير عمرها طويل فقد ولدت في عام ٢٠٠٦ تعثرت كثيراً وهُجرت أيضاً ولكنها شهدت أعوام من الالتزام بالكتابة. تطوّرت وتراجعت ثم عادت للحياة مرات كثيرة كنبتة جفّت ثم انعشها المطر. أكتب عن الكتب والقراءة، عن كل المفاهيم والقيم التي أعيشها أو أرغب العيش بها ومعها. مدونة للأيام الجيدة والسيئة.

موصى بقراءته