رسائل الأصدقاء الطويلة .

Date
مايو, 09, 2016

Processed with VSCO with a5 preset

قبل عدة أسابيع كنت أتحدث مع صديقتي ريم، ولا أعلم ما الذي جعلنا نتذكر مواقف عشناها قبل سنوات.. علاقتي فيها بدأت من الانترنت.. كانت ولا زالت صديقة مقربة جدا تفهمني وأفهمها ، أدعي الحكمة أمامها وهي حرفيا “تسلّك” لي :).. عدت بعد استرجاع المواقف إلى بريدي الالكتروني وبحثت عن جميع ما قمنا بإرساله لبعضنا حين لا أجدها أو تجدني على برنامج مايكروسوفت ماسنجر والذي أفتقده بشدة .. وجدت منها عدة رسائل إلكترونية مطولة تخبرني فيها عن شعورها السيء ذلك اليوم، خوفها من موقف معين، عن شعورها تجاه خطوتها القادمة .. ثم وقعت على بريد الكتروني منها ، طويل جدا، كتبت لي بكل صدق كلمات تحاول فيها أن تخرجني من وضع نفسي رديء كنت أمر به .. أرسلت لي في ذلك البريد الكثير من الأمنيات و الخيالات التي فعلا تنتشلك من أي سواد تعيشه:

شخبارك وشخبار فيلك الغبي اللي أكرهه وودي أنغزه بشوك في عيونه :@ أمانه متى بيحل؟ الله يحل راسه ! نوال .. أسمعي أسمعي .. تخيليني ألحين ..  أشبك يديني .. أغمض عيوني .. وأرسلك أفكار ايجابيه وطاقه جميله. وبعدين أرفع يديني .. وأقول يا رب اذا الطاقه الايجابيه خربوطه.. نزّل عليها من عندك رحمات وفرج وبركات .. يا الله يا كريم..وه بس .. لو كنتي جارتي كنت قبل ما أطلع المطار أحط لك عند الباب فلوريدا ناتشورال وحواق من الحواق اللي تحبينه مع صحّين فراوله وبرتقال مقطع بيديني.. ومعه جرّه سعنبوطيه تشبهك وفلوس وبكتب نوت في ورقه مسفوطه زي الأفلام” الفلوس سببها : انه ما يمدي أجيب لك ورده .. أشتريها وحطيها مع الفطور وأفطري .. ” هههههههههههه .. أجل تحسبيني بكتب لك أحبك ومصخره؟

أرفقت لي أغنية جميلة لا زلت أستمع إليها والكثير من الحب الذي لازلت أشعره حتى هذا اليوم رغم مفترقات الطرق التي ممرنا بها وانعدام التواصل في أسابيع كثيرة..

 

بعدها تذكرت رسالة الكترونية قديمة جدًا من صديقة العمر التي لم أجد ولن أجد من يشبهها أو يوازي مكانتها في حياتي: نور باجنيد، لا يمكن لعقلي مهما كبر وتغير أن ينسى تلك الرسالة ولا أثرها ! يعود تاريخها إلى 21 فبراير 2005.. 11 سنة مضى على الرسالة ولازلت أذكرها .. كانت تشد من أزري ، وتوجهني لأن اكون أقوى وأن أعرف كيف أكون سعيدة.. كانت الرسالة طويلة وجميلة، ولم أكن أريدها أن تنتهي أبدًا، حتى الآن عندما عاودت قراءتها بعد ما تجاوزت كل شيء، لم يعجبني أن الرسالة وكلامها الطيب انتهى.. سأقتبس منها:

كل إنسان وله شخصيته وله طريقة تفكيره.. وطريقة التفكير هي الي تحكم إذا كان الإنسان سعيد في حياته أو لا.. لا تستغربي.. ليست الظروف هي التي تتحكم في نفسيتنا وسعادتنا.. تعرفي ليش؟؟ لأنها مش بإيدنا.. والإنسان العاقل يحسبها صح.. ولا يخلي الظروف هي التي تتحكم بحياتك وبفرحتك وبمستقبلك.. لأن الظروف عمرها ماتصفى لأحد.. وانتي الي تخلي من الظروف الصعبة دافع لك عشان تثبتي قدراتك وتثبتي إنك إنسانة مؤمنة وأقوى من كل الظروف.. وقبل كل شي.. شوفي كل النعم الي ربي منعمها عليكي.. واحمديه عليها.. الحمد لله أهلك حولك وغيرك فقد أعز الناس.. الحمد لله إنك محبوبة ولكي صديقات يحبوكي وغيرك محد مهتم فيه.. الحمد لله كل الي تحتاجيه تلاقيه.. وموناقصك شي وغيرك مايقدر يسد جوعه.. الحمد لله ألف مرة.. وطالعي حولك.. لما وآلاء.. من أقرب الناس لك.. تعرضو للفشل.. بس عادي خلاص.. لأن هذا شي كل إنسان معرض له .. سواء في حياته العلمية أو العملية أو العاطفية..

وأي انسان تحسي أنه ضرك أو أذاك أو كان سبب في تعاستك.. فحسبك الله ونعم الوكيل.. خليها تجربة.. وارميها وراكي.. وارفعي راسك.. وقولي انا غير.. أنا ماراح اضيع وقتي في الندم والبكاء.. اشغلي نفسك بدراستك.. بأهلك.. وصدقيني.. أحلى رصيد ممكن تجمعيه في الحياة.. هو عملك الصالح.. وعلاقتك الحلوة بالناس..

 

خبئوا أصدقائكم الأوفياء في قلوبكم، ابعثوا لهم برسائل لا تمحوها تغيرات التقنية .. احتفظوا بكل ما يقوله لكم أصدقائكم فمدة صلاحية كلماتهم الجميلة للعمر كله.. خلّدوا شعوركم ودعمكم لهم عبر رسالة طويلة، تعينهم على كل ما سيواجهونه في هذه الحياة وقد لا تكونو بجانبهم لأي ظرف.. شكرا أصدقائي أحبكم ?

 

 

نوال القصيّر

8 Comments

  1. رد

    ماندولين

    مايو 9, 2016

    ٤أسابيع ستنتهي وأنا أعلم جدًا سبب حزنها ومزاجها السيء جدًا،المشكله ليست المده أبدًا فالعدد لا يؤثر بل بعمق حزنها وهذا ما يجعلني أغضب بداخلي كأن صدري يطحن ألمها وحزنها دون أن ألمس روحها أو أن أعانقها.
    يحزنني جدًا أن لا أعرف طرق لأكون بجانبها يتعبني والله أن أود أن أذهب لها وأتمدّد كما تفعل ولا نتحدث بشيء أو نحدث أمراً يكفيني أن نتعانق بالفكر..لكني لا اجرأ على ذلك..وتلك هيا رغبتها.
    لا أعرف كيف للأنسان أن يطلب من أحبته وأصحابه أن يتركوه لوحده دون أن يفعلوا شيء!
    كنت أظن أنه مجرد كلام فقط..حتى جربت بطرق قصيره أن اتحرك بأتجاهها فأجد باباً لا يُفتح ولا يكسر .
    يتعبني حالها ويتعبني أن هذه المسأله تترك أثر سيء بداخلها ويتعبني أيضاً عدم رغبتها بوجودي جانبها والأكثر أن يتحول حزني عليها إلى غضب!
    آه يا صاحبي….

  2. رد

    ماندولين

    مايو 9, 2016

    بالمناسبه..منذ ٧سنوات توقفت عن الكتابه،وكانت أغلبها رسائل في موقع التواصل (التويتر).
    تركت الكتابه بأنشغالي بالحياة والشغل،وهذا أنا أعود برساله لصديقي وأرسلها لشخص لا أعرفه و لأولي مره أقرأ له.
    وكانت عن طريق الصدفه فعلاً!

  3. رد

    Rabindra

    مايو 10, 2016

    بريدي مملوءوبالحكايا و الامنيات والسجالات الطويله
    تاريخي البريد .. والماسنجر

    انا حزين سعيد لا اعلم يا دموع !

  4. رد

    فاطمة الزهراء

    مايو 10, 2016

    مهما تطورت التكنولوجيا و العالم من حولنا اجد في الرسائل الورقية و البطاقات البريدية متعة و سعادة تغني عن كل هذا التقدم
    بين الفينة و الاخرى ارجع الى طفولتي و استخرج تلك الرسائل الورقية و البطاقات البريدية و اقراها بكل حب حتى و ان كانت مكتوبة باسلوب عفوي و بسيط
    لقد تاثرت و انا اقرا رسائل صديقاتك فعلا انت محظوظة بهن

  5. رد

    reem

    مايو 11, 2016

    نحبك جدا نوال!
    كبرنا مع بعض .. ويا رب نظل سوا 3>

  6. رد

    بشاير

    مايو 14, 2016

    السلام عليكم,
    مرحبا نوال

    أخذني الوقت في مدونتك قرابة الساعة رجعت فيها لبداية تحدي التدوين, وكانت هي نقطة توقفي .. ممتنة جدًا للتحدي اللي رجّعك بإطلالة حنونة ومستمرة
    مدونتك أكبر من إنها مجرد تدوين, أحيانًا أحس بعلاقة عميقة تولدت ورغم إن الطرف الثاني مابين شخص وتقنية .. إلا أنها علاقة بارة جدًا, تلزمني بزيارات تفقدية دومًا, وسؤال داخلي متكرر “وش مسوية نوال”, وإشادات للآخرين بالزيارة, علاقة حنونة جدًا ماننحرمش منها يارب 🙂

    كل الحب نوال

  7. رد

    ASMA

    مايو 15, 2016

    نوال .. ذكرتيني بأشياء جميله❤️? شكرًا لك

  8. رد

    رنا

    أكتوبر 9, 2016

    رسائل صديقاتك الإيجابية ذكرتني برسائل صديقتي او دعيني اقول التي تعتبر صديقتي السلبية هذا اكثر مايذكرني بها لها ايجابيات ولكن ليس بحجم السلبيات فالاخيره تطغى وبعد التفكر قليلا بدأت بتذكر رسائل لصديقات واخوات مليئة بالكلمات الإيجابية والحب اعادت البسمة لقلبي ،احببت مدونتك احسست بها كأني اقرأ يوميات شخص وهذا يجعلني قريب له وان شاءالله اكون بالقرب دائما من مدونتك ..دعواتي لك بكل خير

Leave a comment

Related Posts

لمحة

بكل عاديتي وبساطتي وتعقيدي أكتب وأدوّن حتى أنمو أولاً ومن أجل الأثر ثانياً. مدوّنة نوال القصير عمرها طويل فقد ولدت في عام ٢٠٠٦ تعثرت كثيراً وهُجرت أيضاً ولكنها شهدت أعوام من الالتزام بالكتابة. تطوّرت وتراجعت ثم عادت للحياة مرات كثيرة كنبتة جفّت ثم انعشها المطر. أكتب عن الكتب والقراءة، عن كل المفاهيم والقيم التي أعيشها أو أرغب العيش بها ومعها. مدونة للأيام الجيدة والسيئة.

موصى بقراءته