الأبواب الثالث عشر ، الرابع عشر و الخامس عشر..

Door27

Door28

 

أكاد أجزم أن معظمنا يسأل نفسه وربما يصرح بهذا السؤال لمن حوله:

– هل يحبني الله ؟

– أشعر أن الله لا يحبني.

هذا السؤال جزء من علاقة العبد مع ربه ، أن يساوره الفضول لكي يعرف ما إذا كان خالقه يحبه ويرضى عنه أم لا.. وأجد أن طرح هذا السؤال صحي حتى يقودنا إلى الكشف عن الإجابة بطريقة تناسب جلاله وقدره .. فاكتشاف حب الله لنا يحتاج إلى عين واسعة وقلب فطن وعقل منفتح حتى تستطيع أن تراه وتلمسه وتحسه .. حتى تستطيع أن تنام تلك النومة الهانئة رغم كل شيء سيء جرى في يومك لكنك أنهيته بتذكر أن الله يحبك وتحبه ..

من السهل علينا أن نقرر أن الله لايحبنا بمجرد ظهور عقبات أمامنا أو حلول بعض المصائب مهما اختلفت شدتها.. نتناسى أن الله أكبر من أي شيء، لا يسعه شيء وكذك محبته لا تحصر ولا تقنن .. نعم يحبنا الله جميعا في البدء ونحنن من يبتعد ، نحن من يذنب ورغم كل هذا يحبنا الله لمجرد إيماننا الخالص بوجوده وربوبيته .. يحبنا الله رغم جبال الذنوب التي نعلمها ولا نعلمها ، يمنحنا الملايين من الفرص للمغفرة والرجوع لأنه يحبنا ويريدنا أن نكون سعداء.. يحبنا الله عبر ألف شيء وألف فرصة .. يحبنا الله بطريقة توازي عظمته وسعة علمه وتدبيره الذي لانعلم كيف يسير لأمورنا .. يحبنا في حنان أم و خوف أب، يحبنا في صديق يبعده عنك أو يقربه إليك وحبيب يخرجه من حياتك لأنك لاتعلم مدى الكارثية التي من الممكن أن يتسبب بها هذا الشخص.. يحبنا حين يقبض بعض الأمور ويبسط بعضها الآخر .. يحبنا حين تنعدم المادة أو تتوفر ، يحبنا حين ينسحب الجميع من حياتك لأنه يريدك أن تعود إليه .. يحبنا حين نذنب فنتوب ونبكي ، يحبنا حين يتأخر الفرج كما نظن وهو لا يأتي إلا في موعده المناسب، يحبنا حين تضيق الطرق عليك وتغلق كل الأبواب في وجهك حتى تؤدي الطرق كلها إليه وتطرق بابه .. يحبنا الله عبر كلمة صديق أو غريب تشفي صدورنا، عبر مرض وظروف قد تبدو سوداء.. يحبنا الله في إساءة وجهها إلينا أحد الفارغين حتى تعرف معادن الآخرين. يحبنا الله في لمّة أهل، في ضحكة طفل ، يحبنا الله حين يحرمنا من بعض مانريد خوفا علينا أو لأي سبب كان يعلمه العليم. يحبنا الله في ساعة صفاء ذهني يفتقدها الكثير، يحبنا الله في كل تيسير وتعسير طالما أننا نعود إليه دائماً ..

 

 

Door32

حين نعي أن محبة الله لاتتجلى في تيسير الأمور دائماً، ولا في سعة الرزق المادي دائماً سنكون أكثر تصالحا مع الظروف. سنعيش الرضا والقناعة.  ابحث عن محبة الله لك في أدق الأمور. في شيء منعه عنك ، في طريق انعطف بك رغم ارادتك ليكشف لك شيئا أجمل من ماكنت تبحث عنه. فتّش عن محبة الله لك.

إذا أحبك الله هان كل شيء.. إذا أحبك الله ستبدو الأمور أجمل و حتى المصائب تصبح أخف وطأة. ستصبح أنت أقوى وأكثر صبراً. إذا أحبك الله فمن ذا الذي يستطيع أن يشقيك؟

تدوينات ذات صلة :

الرّزاق .

نوال القصيّر

6 Comments

  1. رد

    Sara

    مارس 23, 2016

    اللهم اسعد نوال سعادة الدارين??

  2. رد

    علياء.

    مارس 24, 2016

    يا جمال مدوّنتج و جمالج، رغم اني ما قريت الاّ تدوينات معدوده
    لكن كل تدوينه تقول أنا أجمل، شكراً ع الجمال الي تقدمينه.
    الله يسعدج ياربّ()

  3. رد

    لمى

    مارس 26, 2016

    الله يرزقنا السعادة والرضى ونشوف الألم ابتلاء والسعادة رزق

  4. رد

    AlNuha

    أبريل 1, 2016

    :”””””

    أنتِ نعمة يا نوال الحمدلله عليها
    ❤️❤️❤️❤️

  5. رد

    Aya

    مارس 14, 2022

    اجمل كلام قرأته في حياتي 🌷

  6. رد

    ريحانة

    يونيو 15, 2022

    لكم راودني هذا السؤال و ارهق تفكيري! اليوم قررت أن أكتب في النت و أبحث عن إجابة ” هل يحبني الله؟ ” لأنني من شدة خوفي من الله رغم ارتكابي للذنوب يبقى هذا السؤال فداخلي ! و الان جاءت تدوينتك الجميلة لتثلج قلبي الضمآن راحة و سكينة 🌸
    شكرا لك.

Leave a comment

Related Posts

لمحة

بكل عاديتي وبساطتي وتعقيدي أكتب وأدوّن حتى أنمو أولاً ومن أجل الأثر ثانياً. مدوّنة نوال القصير عمرها طويل فقد ولدت في عام ٢٠٠٦ تعثرت كثيراً وهُجرت أيضاً ولكنها شهدت أعوام من الالتزام بالكتابة. تطوّرت وتراجعت ثم عادت للحياة مرات كثيرة كنبتة جفّت ثم انعشها المطر. أكتب عن الكتب والقراءة، عن كل المفاهيم والقيم التي أعيشها أو أرغب العيش بها ومعها. مدونة للأيام الجيدة والسيئة.

موصى بقراءته