في وداع أبي..

مضت ستة أشهر على وفاة والدي، وأنا الآن أستحضر كل ما مضى. أستحضر الأيام التي ظننتها لن تمر ولكنها مرت، اللحظات الثقيلة التي سلبت قدرتي على التنفس بخفة لم تعد تزورني يومياً. الآن أتذكر يوم الوفاة والصلاة والمعزين والليل الوحيد جداً في بيتنا. كان الشهر الذي سبق وفاته موحش كبيت مهجور تستحي أشعة الشمس أن…

بين “ما أقدر” و “مو لازم”

“ليس المهم هو ما تنظر إليه بل هو ما تراه”  هنري ديفيد ثورو يحدث كثيراً أن تبتلعنا “نعم” وأن نغوص في “لازم” و “يجب” ونضيع مع الآخرين ورغباتهم ثم ننسى أنفسنا. فَرَط مانريده حقاً وسط الزخم والضغوطات، توقفنا تماماً عند آخر حدود طاقتنا نتأرجح بين السقوط والعودة. دفعنا حافة مسؤولياتنا فشملت ضرورات وحتميات مخترعة. ثم…

مجاعة الوقت

لن يأخذ منك الكثير من الوقت للتفكير والتحليل لتدرك أننا نعيش في زمن يعظّم نهم الوقت لدينا، ونعايش سلوكيات تجعلنا نتمنى لو كان هناك ساعات أكثر في اليوم لنفعل ما يجب علينا فعله، وسلوكيات أخرى تجلدك بقولها لدى “ستيف جوبز” نفس عدد الساعات التي لديك.. وقد يدفع بعضنا أمولًا ليتعلم كيف ينظم وقته ويستفيد أقصى…

رواندا: الإبادة الجماعية التي قلبت الموازين.

  لطالما كانت تسحرني قصص التغيير والتحول من حال إلى حال.. يبهرني كيف يدمّر الإنسان نفسه ثم بذات القدرة يستطيع ترميم نفسه ومستقبله للنهوض من جديد.. أتأمل طويلًا في القدرة التي أودعها الله في البشر لتخطي الأزمات إن أرادوا .. أتأمل سنن الله في كونه الفسيح وفي عباده في كل مكان. أتأمل من نهض مسرعًا…

المُنتقد الأعمى.

  هل لاحظت معي أن أكثر الناس فراغاً هم أكثرهم ضيقاً بالحياة وافتقاداً للسعادة ؟.. هل تعرف السبب ؟ .. أنا أعرفه .. لأن من أكثر أسباب شقاء الإنسان ضيق أفقه وكثرة انشغاله بنفسه وتفكيره فيها باستمرار كما لو كانت محور الكون .. – عبد الوهاب مطاوع   المُنتقِد الأعمى، هو ما أسميته الأشخاص الذين…

تاريخ صناعة الحقائب: متحف الحقائب والمحافظ في امستردام.

    من أول المتاحف التي كنت أعد الوقت والعدة لزيارتها في امسترادم عام 2015 هو متحف الحقائب والمحافظ على مر التاريخ. كنت أعد عدّ تنازلي لوقت وصولونا إلى امسترادم حتى أتمكن من زيارة هذا المتحف الذي قرأت عنه كثيرًا. خصوصًا اهتمامي بالحقائب وتطورها عبر القرون وتحولها إلى قطع فنيّة مذهلة وأحيانًا استثمار لم يخطر…

نحو التخفف Minimalism: التخفف الشتوي.

      تكاد السنة تنتهي ولا أصدق أني ملتزمة بمشروع التخفف بطريقة أفضل من ما تخيلت الحقيقة. كان الهدف أن تنتهي السنة ومنزلي أقل بـ 100 عنصر من هنا وهناك. ولكن حتى الآن نوفمبر 5 منزلي أخف بأكثر من 140 عنصر ! لم أكن أتخيل ذلك وتذكري لهذه الحقيقة يجعلني سعيدة وفخورة. تحقيقي للهدف…

صحن أمي .

  لديّ من الأواني الجميلة جدًا والثمينة معنويًا ما يكفي، ولكن لهذا الصحن قصة مختلفة ومكان مختلف في قلبي وحياتي ومطبخي أيضًا. هذا صحن أمي الذي وضعت لي بداخله الطبق النجدي اللذيذ “قرصان مبلولة بالمرق” ربّما في أول شهرين من زواجي رغبة منها في أن يتذوّق فهد هذا الطبق من يديها الكريمة. لكني لم أعيده…